الاثنين، 28 نوفمبر 2011

الكبريت ألقى بالطالبات من النوافذ و الأوراق كسرت أعمدتهم الفقريه

إحترق مجمع براعم الوطن و صعق المجتمع لمشاهدة صور و فيديو براعم الوطن يقفزن من الدور الثالث هرباً من الموت حرقاً ، كان أول من هجم على الحصن المنيع هم ذئابنا البشرية مخاطرين بأرواحهم ليس لإلتهام الفتيات كما يزعم البعض بل لإنقاذهن من نيران تلتهمهن ،  لكن الصعقة الأكبر كانت في سرعة إكتشاف المتسبب بالحريق و الإعلان عنه بعد التصديق على الإعتراف ، لم يكن السبب "الالتماس كهربائي" كما توقع الجميع ، نفس الالتماس الذي قضت ريم النهاري آخر ليلة لها في كتابة منشورات تحذيرية لطالباتها تطلب منهن عدم الحضور لإسبوع حتي إصلاحه ، و نفس الالتماس الذي سبق أن إحترقت نفس المدرسة بسببه قبل سنه ،بل كان المتسبب بحسب المحكمة التي صدقت على الاعترافات خمس طالبات هن من أحرقن مجمع كامل بـ أوراق و كبريت ...!

إكتشاف المتسبب في حريق مجمع كامل "تم العبث به" في أقل من اسبوع يعتبر زمن قياسي خاصة بعد دخول الصحافة و المنقذين و المتطفلين و كل من لا ناقه له ولا جمل موقع الحريق ، أتذكر جيداً عندما إحترق جزء من منزلنا قبل خمس سنوات لم يستطع الدفاع المدني إكتشاف المتسبب الا بعد اسبوعين تخللها عدة زيارات و تحقيقات لا تنتهي ، تم توجيه الإتهام بعدها الى "الثلاجة" مع أن المتهم الرئيسِ كان "الفرن" و "الغاز" لكنهم خرجوا منها مثل الشعرة من العجين تماماً كما خرج جميع المسؤولين عن مأساة البراعم منها بدأً من الالتماس الكهربائي وصولاً الى وزارة التعليم ...!


يقول المحقق الفذ الذي إستطاع إكتشاف الفتيات الخمس من بين المئات في اقل من يومين أن أول الخيط كان صراخ إحدى العابثات بالكبريت "إحنا السبب ، إحنا السبب" و مع ذلك تعامل معه كأول الخيط و أخره و جميع علبة الخياطة و أغلق ملف المأساة و أنهى الأمر قبل أن يفكر كيف تكون أوراق و كبريت أحرقت مبني بالكامل و أزهقت ثلاث ارواح و كسرت ثمان أعمدة فقريه و أحرقت جلود العشرات من النساء و الأطفال .


لا أعلم إن كان بإستطاعة هذا المحقق فعل ما لم يستطع زملائه فعله و تصديق إعترافات المتسببين في غرق جدة ليس مرة و لا مرتان بل ثلاثة "في عين العدو" , أو قد يفتح أذنيه و يصغي جيداً لعله يستمع لصرخة "أي صرخة و لو كانت صرخة ضمير" لأحد المسؤولين عن أي من مجازر الطرق الجماعية آخرها مجزرة حائل التي راح ضحيتها ١٦ نفساً ١٣ منهم طالبات احداهن حامل ، ربما و أقول ربما يصرخ أحدهم "نحن السبب " ، أعترف أني أخاف ذلك اليوم الذي يحقق فيه قد يتم إكتشاف أن سبب الحوادث ليس سوء تهيئه الطرق و تعبيدها ولا الفساد و لا إهمال المسؤول بل هو لعب أحد الأطفال ببقايا مفرقعات العيد من "صواريخ و شروخ"...! 
 

مجرد سؤال لكم ان تتخيلوا حجم النتيجه .. إن كانت اوراق و كبريت تسبب في هذه الكارثة .. يا ترى ماذا كان سيفعل دفتر و ولاعه ؟!

هناك 8 تعليقات:

  1. "أي صرخة و لو كانت صرخة ضمير"

    الميت لا يصيح عزيزتي
    سلمتي و سلم قلمك و فكرك

    ردحذف
  2. قلم جبار وكلمات في الصميم وفقك الله

    ردحذف
  3. في بالهم نحنا اطفال يضحكوا علينا بكلمتين ورقه و كبريت و يسكروا الموضوع
    الشعب واعي ماهو مثل زمان
    مقال يحسب لكي ضد المحقق الغبي

    ردحذف
  4. I like your sarcasm stile

    Keep it up

    ردحذف
  5. كم أحب قلمك الحاد؛ الساخر..
    شكراً هتون

    ردحذف
  6. رحم الله الموتي و شفى المرضى و حسبى على من كان السبب

    قلم موهوب
    رائع

    ردحذف
  7. لا يسعنا الا أن نقول لا حول ولا قوة الا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل
    أرى أن الامانة في الانفس اصبحت متلاشية حتى في تحقيق الحقائق ولكن أين المفر من ملك الملوك يوم لا ينفع مال ولا بنون
    صياغة جميلة وكلام لاذع وحاد
    مشكور

    ردحذف