الخميس، 26 يناير 2012

العلمانية و الليبرالية شماعة متبعين السلف الخطأ

ليس بالأمر الملفت أو الغريب أن تضم دولة بمساحة السعودية أجناس و أطياف و مذاهب مختلفة لكن ما يثير الدهشة فعلاً هو ندرة تقبل هذه الإختلافات في مهد الإسلام و إنتهاج البعض منهج اليهود و النصارى في قوله تعالى :(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فأصبح التكفير و الكراهيه و التعدي و اللا أخلاقي على من يختلف عنهم فكرياً أو مذهبياً واجب لديهم استباحوا لأجله إحدى صفات الله في معرفه النوايا و تم وضع المختلفين عنهم في قفص الاتهام و الحكم عليهم بالخيانه و انعدام الأخلاق و الدين بناء على نواياهم التي لا يعلمها إلا الله سبحانه ..


أكثر من توجه له الاتهامات هذه الأيام هم العلمانيين و الليبراليين الذين أصبحوا الشماعة التي يعلق عليها أي معترض على التغيير الاجتماعي أو أي انتقاد للظلم أو التجاوزات اعتراضه اللا أخلاقي، مثلاً قادت سيدة سيارتها فتم توجيه جملة من الإتهامات لها "في سبيل الله" من بينها العمالة لليبراليين و العلمانيين لتحقيق رغبتهم الدفينة في إنحراف النساء، تلاها تغريدة منفعله لأحد الكُتاب الصحفيين ذكر فيها ان مشروع التنوير يدور حول المرأة لتتوالى بعدها آلاف التغريدات المتهمة تلميحاً و تصريحاً "أيضاً في سبيل الله" الليبراليين و العلمانيين "معاً" بممارسات إباحية في بهو فندق أمام الناس في مدينة الرياض!، لكن آخر و أطرف اتهام لهم أتى بعد قيام أحد الدعاة المعروفين "بسرقة" أكثر من 70% من كتاب إحدى الكاتبات ليقوم بعدها عدد لا يستهان به من الأتباع بالتغبير عن قرونهم و إثبات ان ما يدّعون عمله في سبيل الله ليس إلا في سبيل الكراهيه و الحقد بعد تغاضيهم عن المٌحرم المرتكب هنا ليتم اتهام الليبراليين و العلمانيين بالحديث عن الأمر ! "خوش هو يسرق و هم اللي يبتلشون"..


حتي يكون القارئ أكثر قدرة على تحليل الوضع الراهن على ان أُعَرف العلمانية و الليبرالية ببساطة و بمفهومي لمن يجهلها و يعتقد أنها كفر و زندقة و درب لا يحيد عن الانحراف !
التعريف الشهير للعلمانية هي فصل الدين عن الدولة و لكن هذا لا يعني أنها ضد الدين و تطبيقه، هي مجرد إستقلال الدولة عن سلطة الدين و بذلك لا تنحاز الدولة لدين أو مذهب دون الآخر و لا تفرض تعاليم دينيه معينه على الجميع (لكم دينكم ولي دين) و لو تطبق العلمانية بعد أدلجتها قليلاً لتتناسب مع محيطنا و إحتياجاتنا و يتم تقنين الشرع في قوانين مكتوبة عادلة تطبق بتساوٍ على الجميع بغض النظر عن المذهب أو التوجه الفكرى و يتم تطويرها عند الحاجة سوف تنحصر العنصرية و ينتفي سلب الحقوق،
أما الليبرالية فهي قائمة على إحترام الحريات الشخصية للفرد مع حماية الحريات المدنية للجميع، أي ان كل إنسان حر في أخلاقه و سلوكه و تصرفاته و أفكاره دون اضطراره للانصياع لقناعات الآخرين طالما لا يتضرر منها أحد، و هذه هي المعضلة التي يدعى البعض انحراف الليبراليين بسببها و هي عدم النهي عن المنكر طالما انه محصور في دائرة الفرد وحدة"علماً ان الليبراليين في السعودية هم ليبراليوا العادات و التقاليد و ليسوا ليبراليين حرفياً"..

 ما لم استطع تعريفه أو حتى تقبله هو "البجاحه" المتمركزة في من يهاجم الليبرالية لأنها لا تنهي عن المنكر الشخصي بينما هم أنفسهم ينتقون من ينهونه عن المنكر بحسب الجنس و المنصب و اللقب الذي يسبق اسمه، بل تصل في البعض "و بكل وساعة وجه" ان يهاجمهم فقط لأنهم لا ينهون عن المنكر الذي أنكرته العادات و التقاليد و ليس شرع الله و يغض الطرف عن تجاوز حدود الله "كالسرقه" فلا يأمر بمعروف و لا ينهي عن منكر بناء على الشكل الخارجي للمتجاوز، هؤلاء يناقضون انفسهم بتطبيق النهي دوناً عن الأمر على الضعيف و المرأة و يتجاوزون الشريف و الدعاة و أصحاب الفضيلة ! ..


قد يكون أغلب مجتمعنا وسطي لا يتبع أي من التيارات لكن ذلك لا يعني ذلك انه مجتمع سليم معافي بل للأسف أخذ من بعض التيارات اسوء ما فيها و إنجرف وراء معتقدات تيارات أخرى بتوسع و بلا حدود، مثلاً كيف يتم ادعاء سلفية مجتمعنا و محاربة الليبرالية فيه في حين يتدخل الكثير من أفراده في كل شاردة و واردة في حياة الأخرين و يحاول فرض أسلوب حياته عليهم و ينتقد من يختلف في إدارة حياته عنه مثل عمل إحدى الجارات في مكان مختلط أو إبتعاث أو كشف الوجه و مع أنها حرية شخصية تجد سابع جار يجيد سوء الجيره و ينتقد و يزبد و يرعد في حين ينسى أو يتناسى حسن الجيره عند تجاوز حدود الله في التعدى على إحدى النساء بضربها أو تعنيفها أو سلب مالها و راتبها أو ورثها عندها فقط يطبق الليبرالية و يسد أذنيه و يردد " ما لنا دخل و أهله وهو حر فيهم"!..

إن كنا مجتمع سلفي كما يدعون فلابد أننا نتبع السلف الخطأ أو قد نكون نتبع الخوارج أكثر من السلف الصالح، لا اظن ان السلف الصالح يحاربون من يمتنع عن فعل أمر ما هم أنفسهم عنه ممتنعون، لو كنا مجتمع سلفي يطبق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لما وجد لدينا معضولات لأجل رواتبهن ولا معلقات ضاعت أعمارهن لأجل ورقه، و لا مطلقات بأطفالهن بلا نفقه، و لا محرومات من رؤية أبنائهن بسبب زوج بلا ضمير ولا رحمه و لا شفقه.
لو كنا مجتمع يتبع السلف الصالح و يطبق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الحق لما إنتشرت الرشاوى و لا النهب و السلب و أصبح اقصى طموح المواطن الحصول على علاج أو مسكن أو أرض بمعروض أو منحة أو صدقه لكن تفشى هذه الحالات يعني أن سلفيتنا تتبع السلف "الغير" صالح ..

هناك 15 تعليقًا:

  1. و الشيعه مضطهدين اكثر من اليبرالى

    ردحذف
  2. تدوينه رائعة عزيزتي هتون
    شرح العلمانية و الليبرالية سلسل و جيد
    شكراً لقلمك غاليتي

    ردحذف
  3. السلفين اصبحوا خوارج و بنو علمان و ليبرال هم المسلمين ؟ حسبي الله على من يوجهكم

    ردحذف
  4. مجتمعنا أخذ الأسوء من أخلاق المذاهب المسلمه ليظهر مذهبه بصوره بشعه
    لا اعلم كيف يتوقعون انجذاب المذاهب الاخرى لهم وهم يتعاملون بأساليب ترفع عنها اليهود



    دمت بود عزيزتي 

    ردحذف
  5. منال الشريف قادت سيارتها رفاهيه و معروف من خلفها
    اما الشيخ عايض القرني اخذ من الكتاب لينشر العلم و خلفه الله لا تتجرءى على عالم جليل و تقارنيه بمن تطالب بالتحرر النساء
    لكل مقام مقال .

    ردحذف
  6. بارك الله فيك .. مقال متزن ومنصف ..إستمتعت وإستفدت من قراءته

    ردحذف
  7. ان الدين عند الله الاسلام,والاسلام يحمي الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي
    ويشترط عباده الله وحده واتباع رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)ويشترط الرحمه والعدل والامر بالمعروف ومساعده الناس ورحمه الجاهل دين وسطي (مله وليس مذهب )الموجود الان تطبيق جزئي يسبب مشاكل للمجتمع ومعارضين يستغلون هذا التطبيق الجزئي على انه الاسلام (كانت الجاريه الصغيره تمسك بيد الرسول (صلى الله عليه وسلم)تطلب مساعتده او اخذ حقها فلايرجع حتى ترضى ثم يعود لمهمته وهي دعوه الانس والجن لعباده الله. لان عباده الله تقضي رحمه خلقه واقامه العدل ومن عدل يعدل في النظر الى الاخر

    ردحذف
  8. قلتي مافي جوفي شكرن لكي
    هم متبعين السلف الجاهلي وليس الخطا
    انا ارمله و لدي ٤ اطفال و كلما ذهبت للجمعيه الخيريه لاخذ مواد غذائيه
    يلمح لي احد المطاوعه بالزواج المسيار و اجبرني على الاتصال به
    و منعني من الحضور قبل اخباره
    ان تكلمت حرمت اطفالي لقمتهم حسبي الله و نعم الوكيل

    ردحذف
  9. الاخت الارمله هل ترين كل من يدعوا إلى الله و ينصح المسلمين مثل هذا الشخص الذي يطلب منك الزواج ؟؟؟؟؟؟؟؟

    هل جميع من يدعوا الى الله مثله ؟؟؟؟

    ردحذف
  10. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  11. كلام جميل هتون و رائع .. للاسف الناس تركض وراء الكلام بلا معرفه مضمونه .. البعض يعتقد العلمانيه هو الالحاد .. و الليبراليه هي مطالبه الناس بالالحاد .. لما يستغرب احد انك تصلين و يقول اوه تصلين ..فاعرفي ان المجتمع مو بخير ..و قال ايش ..قال سلفي
    والله السلف لو يدرون يتبرون من المجتمع لان هذا الغلو الي حذر عنه الرسول عليه الصلاه والسلام

    ردحذف
  12. حذفك لكلامي يدل على عقليتك ليه ما عجبك كلامي , ليه تبون تصنفون الإسلام و تشيعونه الى شيع لتفرقته ؟؟؟ هل هذا مطلبك يا لبراليين ؟؟
    أنا قلت و قالها كثير قبلي , الفلاح في اتباع منهج النبي - صلى الله عليه و سلم - ليس في اتباع مسمياتكم يا علمانيين !!

    ردحذف
    الردود
    1. التزم ادب الحوار حتى لا يحذف كلامك ..
      قبل أن تتحدث عن منهج الرسول إتبع أخلاقه فلم يكن لا طعان و لا لعان و لا فاحش و لا بذئ ..
      انت من يقسم الإسلام لا احد في هذه الصفحه ذكر أي تقسيم له غيرك ..
      اما انك لم تقرأ التدوينة أو لديك صعوبة في الفهم و كلا الحالتين ليست مشكلتي :))

      حذف
  13. السلام عليكم و رحمة الله مقالة جيدة وتعريف صحيح لليبرالية و العلمانية ولكن ليس كل رجال الدين بالطريقه التي تصفين بها! ثم العلمانية عادة تطبق في الدول التي توجد بها طوائف واقليات دينية. والليبرالية الموجودة بعالمنا العربي تختلف عن الموجودة بالغرب، في الغرب الليبرالية تركز على حرية الفرد السياسية و حقه في التعبير عن نفسه وغيرها. أما هنا فأكبر إهتماماتهم عن المرأة و لا يعني هذا إن المرأة لدينا معطاة جميع حقوقها التي كفلها الإسلام . ثم نقطة أخرى لا يوجد لدينا ليبراليين بالمعنى الصحيح لإننا لا نقبل الرأي الآخر كمجتمع ليس في الدين فحسب و لكن في جميع الأمور لا نتقبل الرأي مادام يختلف عن رأينا. بشكل عام مقالة جيدة و بالتوفيق

    ردحذف
  14. عزيزتي كلامك روعه لكن اختصري مره اخرى

    ترا ربعك مايحبون القرأه وعقولهم ماتستوعب على البطيء

    ردحذف